
في مدينة ميناماتا اليابانية، كان هناك مصنع كيميائي يطلق ملوثات الزئبق في مياه البحر المحيطة بالمدينة. مع مرور الوقت، بدأ الزئبق يتجمع في أجسام الأسماك والمحاريات في هذه المياه الملوثة، ومع مرور الزمن، تراكمت كميات كبيرة من الزئبق في أجسام هذه الحيوانات.
سكان المدينة كانوا يعتمدون بشكل كبير على تناول الأسماك كجزء أساسي من غذائهم، مما أدى إلى تعرضهم لمستويات عالية من الزئبق. هذا التعرض تسبب في حدوث حالات تسمم جماعي، مما نتج عنه أعراض شديدة مثل اضطرابات الحركة، وفقدان السيطرة على الحركة، وضعف العضلات، والألم الشديد، وفقدان البصر، وتشوهات خلقية للأطفال الذين ولدوا لأمهات تعرضن للزئبق.
بالرغم من أن الكارثة وقعت منذ فترة طويلة، إلا أن آثارها لا تزال مستمرة حتى اليوم، وتظهر تأثيراتها على الأجيال القادمة. هذا المثال يوضح كيف تتراكم الملوثات في السلسلة الغذائية وتسبب تسمم الأشخاص عند تناولهم للمنتجات الملوثة، مما يبين أهمية دراسة تأثيرات الملوثات على المدى الطويل، وليس فقط الامتثال للقوانين البيئية.
لذلك، من الضروري بجانب قياس تركيزات الملوثات، إجراء تحليل للمخاطر المحتملة لهذه الملوثات، لأنه طالما هناك ملوثات، فإنها ستصل إلى الإنسان عبر أحد المسارات التالية:
- الاستنشاق (Inhalation):
الاستنشاق هو أحد الطرق الرئيسية لدخول الملوثات إلى جسم الإنسان. مثل العوادم الصناعية وعوادم السيارات والجسيمات العالقة في الهواء والغازات السامة، حيث يمكن للجسيمات الدقيقة أن تسبب مشاكل صحية مثل مشاكل التنفس وأمراض الرئة. - التربة (Soil):
التربة قد تحتوي على ملوثات مثل المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة نتيجة التلوث البيئي. يمكن للملوثات أن تتسرب إلى النباتات المزروعة في التربة، مما يزيد من خطر تعرض الإنسان لها عند استهلاكها. - عبر الجلد (Dermal):
يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في الماء والمنتجات الكيميائية المنزلية والمبيدات الزراعية أن تمتص عن طريق الجلد، مما قد يتسبب في تهيج الجلد، والحساسية، وحتى التسمم في حالات أكثر خطورة. - حليب الأم (Mother’s Milk):
يمكن أن تتراكم الملوثات في حليب الأم، خاصةً الملوثات العضوية المتطايرة والمواد الكيميائية السامة، مما يؤثر على صحة الرضيع خلال فترة الرضاعة الطبيعية. - مياه الشرب (Drinking Water):
إذا لم تُعالج المياه بشكل صحيح، فإنها قد تحتوي على ملوثات مثل البكتيريا والفيروسات والمواد الكيميائية السامة. - الأسماك (Fish):
تتسرب الملوثات إلى المياه البحرية والعذبة من مصادر مثل الصناعات والزراعة والصرف الصحي. تمتص الأسماك هذه الملوثات وتتراكم في أنسجتها، وعند تناول الأسماك الملوثة، يتعرض الإنسان لهذه الملوثات. - لحوم البقر والألبان (Beef & Dairy):
تتراكم الملوثات في الحيوانات الزراعية نتيجة لاستخدام المواد الكيميائية والهرمونات. عند تناول لحوم البقر ومنتجات الألبان الملوثة، يتعرض الإنسان لهذه الملوثات. - الدواجن والبيض (Chicken & Eggs):
وبالمثل، يمكن أن تتراكم الملوثات في لحوم الدواجن والبيض.
Leave A Comment